اليوم وفي جميع الكليات الموجودين في المغرب خصوصا الكليات الادبية والقانونية والاقتصادية تتواجد فئة من الطلبة الذين يسمون انفسهم بوزباليو النضال وهمهم الدفاع عن طلبات الطلبة في مواجهتم للادارة التي تكون دائما عنيدة في الاستجابة لطلباتهم وهو مايؤدي بهم الى اتخاد اشكال من النضال بداية بمقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية وصولا الى مقاطعة الامتحانات .
هؤلاء البوزباليون يمضون يومهم في الكلية وبالضبط في بيفيت ديال لفاك فينما يسمعو شي حلقية دغيا تايتجمعو.
تحية لبوزباليو النضال الذين يضحون بالغالي والنفيس من اجل الاستجابة لملف طلبات الطلبة.
بوزبال يتسال مامعنى ان تكون طالبا في المغرب?
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تشرب من كأس الذل حتى الثمالة..فطلبك للعلم في عرف هذا المجتمع يجعلك إنسانا غريبا..مستقبله مجهول..كلامه غيرمرغوب..وحاضره منبوذ..
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تستأجر غرفة صغيرة في أحياء شعبية رخيصة..غرفة لا تدخلها الشمس أبدا..وإلا فعليك الزيادة في الثمن كي تتم ترقية غرفتك لتستقبل نور الطبيعة..لا شيء يبقى هو نفسه داخلها..فعليها أن تتكيف مع حاجياتك..لتتحول في نفس الوقت إلى مطبخ صغير لتحضير ما يسد رمقك..وإلى غرفة مطالعة تراجع فيها واجباتك وتقرأ فيها كتبك..وإلى صالة استقبال تستقبل فيها أصدقائك..وإلى غرفة نوم تتلذذ فيها بانسدال الليل..فيحدث أحيانا أن تجد في فراشك بقايا أكل..أو يسقط لك المشط في قدر الطعام..أو تنام تحت حبل الغسيل الممتد فوق رأسك..
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تتمكن بعد جهد جهيد و صمود و نضال من السكن في حي جامعي ما....ويحدث كثيرا أن تجد نفسك مخنوقا مع الطلبة في غرفة صغيرة..في حين ينعم آخرون بسكن مريح بفضل دلع الدولة لهم..ولما تذهب إلى المطعم لسد جوعك..تضطر للانتظار دقائق طويلة لتأكل سمكا فقد مذاقه من طول فترة تجميده ..ولحما تعجز المعدة عن ابتلاعه بسبب عدم جودة طهيه..
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تدرس في جامعات قدمت فيها الحركة الطلابية و اوطم تضحيات جسام من اجل مجانيتها و من اجل تعليم شعبي علمي و موحد.
أن تكون طالبا في المغرب يعني ان تجبر على حفظ دروس لا علاقة لها بالعصر الذي تنتمي إليه. و ان تجد نفسك مرغما على اجتياز الامتحانات بعد تدنيس قوى القمع للحرم الجامعي .
ان تكون طالبا في المغرب يعني ان ينعتوك بالمشاغب و الملثم و المجرم الى غيرها من الصفات لا لشيء سوى انك تطالب بمطالب عادلة و مشروعة منحة- ادماج- ماستر –اسقاط المخطط الاستعجالي -اطلاق سراح المعتقلين السياسيين-رفع الحضر العملي عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تحرم من الأكل الصحي والمتنوع لأسابيع طويلة..تكتفي بالبيض والطماطم كل ليلة..وفي الصباح تفطر على الشاي والخبز الحافي..يصير ارتياد المطاعم المتوسطة حلم يقظة..وحتى شرب فنجان قهوة في مقهى ما قد يكون أمرا مكلفا..ولا عجب أن تجد نفسك بعد انقضاء سنوات الدراسة الجامعية قد أصبت بسوء التغذية..لأنه في المغرب..كي تأكل اللحم والفواكه..عليك أن تكون موظفا بأجر مرتفع وليس طالبا بمنحة هزيلة..
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تحس بالقهر وأنت ترى شابا في مثل عمرك يركب سيارة فاخرة يجوب بها الشوارع بفضل الملعقة الذهبية التي استعمرت فمه دون أن يدري..لا يترك لك فرصة للهروب منه..فهو يحتل جميع الأماكن التي من المفروض أن تحتلها أنت..فتجده مثلا في مقهى مخصص للطلبة..لأن هذا الفضاء يمثل له فرصة لاقتناص فريسة جامعية تحتاج لبعض الحنان المادي للقضاء على قساوة الأيام..وتجده أمامك عند البقال وأنت تطلب الملح في حين يطلب هو علبة سجائر فاخرة..وتجده أمامك في ساحة انتظار..انت تنتظر الحافلة وهو ينتظر حبيبة ما تتقاسم معك نفس الصفات ..
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تنتظر بشغف تلك المنحة الهزيلة في أواخر كل 3 أشهر..تتزاحم مع رفاقك الطلبة لساعات طويلة..وما إن تدخل جيبك حتى تفكر في القروض التي تنتظر سدادها..والحذاء الذي تلف..والهاتف الذي لم يعبأ..والحبيبة التي تنتظر هدية عيد ميلادها..
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تركب الحافلة وأنت تفكر في عدم شراء التذكرة بسبب عوزك..وأن تذهب عند الحلاق مرة كل شهر بعدما يتمكن الشعر من رأسك..وأن تفتح الكتاب للدراسة فيسبح عقلك مع مشاكل الغربة والوحدة..
أن تكون طالبا في المغرب..يعني أن تدرس وأنت لا تعرف هل ستصل بدراستك إلى بر الأمان..أم إلى أحضان البطالة.
0 تعليقات :
إرسال تعليق