رهاب الصراصير ‘’ السراقزيتوفوبيا ‘’ مرض العصر

رهاب الصراصير أو ما يصطلح عليه بالسراقزيتوفوبيا  La SirikzitoPhobie   مرض نفسي (بسيكولوجي) خطير منتشر بشكل كبير عند العنصر النسوي خصوصا اللائي تقل أعمارهن عن 40 سنة،يصيب بالدرجة الأولى ذوي المنظومة السيكولوجية الحساسة و الضعيفة، و تتمثل أعراضه في كون المريض غير قادر على الاحتكاك أو التماس مع الصراصير نظرا لخوفه الشديد و العفوي منها ،و النابع من اللاوعي. كما تمثل بالنسبة إليه هذه الحشرة رعبا حقيقيا و عدوا لذودا لا يقوى حتى  على التفكير فيه أو تأمله لما يحس به من قشعريرة تسري  في جسده،فما بالك بمقابلته وجها لوجه التي تؤدي غالبا إلى رهبة شديدة مرفقة بصراخ لا إرادي أو حدوث نوع من الهستيريا   عند بعض الحالات المستعصية ما يطرح انعكاسات غير مرغوب فيها، كفقدان الوعي و الوقوع في غيبوبة دون إغفال خطر الموت .

و لا شك أن هذا الرهاب الزائد تجاه الصراصير بالذات دون غيرها من الحشرات يطرح أكثر من علامة استفهام.فما الذي يجعل هذه الحشرة مميزة ؟ و لماذا هذا الخوف الكبير  المحسوس تجاهها ؟ و هل هي حقا بهذه الشراسة أم أن هذا ما هو إلا نتاج قناعة راسخة و خاطئة؟

إنه لمن المسلمات أن نقول و نؤكد على أنه بشكل من الأشكال يعتبر الصرصور ذا خصوصيات فريدة تجعله من خلال منظورنا حشرة تنم عن الاشمئزاز، فمحياه ( الوسط الذي يعيش فيه) المتجلي في قنوات الصرف الصحي يجعله كتلة   حركية و ميكروبية و جرثومية و ممرضة و  فتاكة و  مهددة للمحيط العام و لنظافته و نقاوته.

وكذلك فيزيونميته البراقة ومظهره المورفولوجي المقزز الذي يشعر الإنسان و بشكل مباشر و تلقائي و مند الوهلة الأولى على أن هذه الحشرة قد توغلت في أوحال من البراز و سبحت في بحر من البول أو ما شابه ذلك ، أما التزييت المسؤول عن بريقه جعل البعض يعتقد بأنه يتغذى على  الزيت و لذلك سمي بسارق الزيت في اللهجة العامية المغربية . أما لونه فحدث و لا حرج بني غامق مائل إلى الاسوداد دلالته تغنينا عن أي تحليل.

إن إبراز أصل هذه الفوبيا يبدو صعبا إلى حد ما ، حيث انه يستحيل تحديد نقطة استدلال Point de repère ترجعنا للحظة تشكل عقدة المرض في نفسية الشخص ، و يمكن إرجاعها نسبيا إلى مجموعة من التراكمات ذات حيز زمني معين تجعل من الاعتقادات قناعات .

و إنه لمن الجدير القول بأن مخيلة الإنسان لها مقاييسها و حساباتها الخاصة، فقد تجعل من الحبة قبة أو تجعل من الصرصور تمساحا.

و إلى حدود الساعة لا توجد إحصائيات ميكروميترية ودقيقة عن عدد المصابين بالسراقزيتوفوبيا ، ذلك أن الكثير يتجنب الاعتراف بخوفه من حشرة لا يتجاوز طولها الأربع سنتيمترات، لأنه يعتبر من ناحية  عارا و حطا من الكرامة، و من ناحية أخرى يمثل نقطة ضعف قد يستغلها البعض في الإيقاع بك في مقلب قد يكون مميتا، أو يستعملها البعض ضدك كانتقام لسبب أو لآخر.

نشر في نفسية بوزبال , يوميات الصرصور المغربي