المغالطات المنطقية:الاحتجاج بالشخص Ad hominem

المغالطات المنطقية هي ما يصدر عن شخص أثناء تحاوره مع شخص آخر أو أكثر من شخص في سبيل اثبات وجهة نضره، وتكون غالبا منافية للمنطق أو الأدلة الموجودة.


الاحتجاج بالشخص Ad hominem

وتسمى ايضا اللجوء الى التجريح او الشخصنة. وفي ويكيبديا العربية ترجمت على انها "المغالطة الشكلية". وضعت هذه المغالطة في التسلسل الثاني لان الكثيرون يفهمون هذه المغالطة بصورة خاطئة. فهم يظنون ان الشخصنة معناها الاساءة او الشتم او الاهانة الموجهة للمحاور. ومع ان هذا التصرف غير اخلاقي في الحوار ولكنه قد لايكون مغالطة منطقية. ما نريده في هذه السلسلة هو تدريب القارئ على التفريق بين البرهان المنطقي السليم وبين المغالطة حيث ان المغالطة كما قلنا تبدو كما لو كانت برهاناً سليماً. فيمكن تشبيهها بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءاً.


باختصار، الشخصنة معناها استخدام الشخص (او صفة من صفات الشخص) لنقض الحجة.


موديل المغالطة


- زيد يدعي كذا وكذا
- زيد يتصف بصفة سيئة
- ادعاء زيد كاذب


أمثلة


1-

زيد رجل مجنون، لذا فكلامه غير معقول

هنا المحتج يبطل كلام زيد ولكن ليس عن طريق النقد او الادلة او ما شابه ولكن عن طريق اللجوء الى صفة من صفات زيد او عن طريق مهاجمة زيد. فزيد مجنون لذا كلامه خطأ.


2-


كعب الاحبار يهودي، اليهود كذابون، لذا الحديث الذي رواه كعب الاحبار كذب


لعلك الان ترى ان ما يسمى "علم الحديث" والذي يظن البعض انه علم "عظيم" ليس سوى مغالطات ! فتخيل كيف ان المغالطة مستترة بحيث ان البعض يظنها علماً. فالحديث يصحح او يكذب بناءا على راويه. فان كان الراوي منا ونثق به، فهو صحيح والا فهو خطأ. يقال ان ابا نؤاس كان من حفظة الحديث ولكن الرواة امتنعوا عن الرواية عنه لانه فاسق...هذه شخصنة. فهم هاجموا شخصه بدل من ما يطرحه من كلام واراء وافكار.


3-


- امريكا تقول انها جاءت لتحرر العراق، ولكن امريكا معروفة بانها امبريالية، لذا امريكا لم تأت لتحرر العراق.


الشخصنة المهينة Ad hominem abusive

في هذا النوع من الشخصنة تكون الصفة التي يعتمد عليها في الشخصنة صفة مسيئة، مثلاً:


- زيد تمت ادانته بتهمة التزوير والرشوة والتهديد بنية القتل فكيف نصدقه حينما يقول ان نظرية التطور خطأ؟


هنا شخصنة، لانه لجوء الى صفات شخص لاثبات خطأ كلامه...وهذه الصفات هي صفات مهينة.


الشخصنة الظرفية Ad hominem circumstantial


في هذا النوع من الشخصنة فان المغالط يشير الى ان الخصم يعيش بظروف تجعله يقول ما يقول، مثلاً:


- لا عجب انك تدافع عن اسرائيل، فانت تعيش في تل ابيب.


فالخصم هنا يقلل من كلام الخصم ويبطل حججه بان يبررها بظروف معينة يعيشها الخصم.


- بالطبع انت اخترت الالحاد، لانك تحب الخطيئة

- بالطبع انت تدافع عن حقوق المرأة لانك نصف رجل
- بالطبع تدافع عن الرأسمالية، لانك رأسمالي
- ماذا تعرف عن الحب؟ انت لازلت طفل صغير
- انت لاتعرفين عن السياسة اي شيء، لانك امرأة

الشخصنة الانعكاسية Ad hominem tu quoque


حسناً الترجمة كانت بتصرف، في هذا النوع، فان المغالط يريد ان يقول: لاتنه عن خلق وتأتي مثله. المغالط يقول لخصمه: انت تقول شيئاً بينما انت ايضاً ينطبق عليك ما تقول !


- انجلز يهاجم الرأسمالية، ولكن انجلز نفسه كان رأسمالي !

- زيد يطالبنا بدفع الضرائب، لكن هو نفسه يتهرب من دفعها
- كيف تقول انك تدافع عن حقوق المرأة، بينما انت قلت انك ضد تعليم المراة؟

الشخصنة الانتسابية Association fallacy


في هذا النوع فان المغالط ينسبك - بسبب اقوالك - الى جماعة محتقرة ويثبت عبر ذلك ان كلامك خطأ.


- انكي يقول: ان اليهود قومية، لكن هذا ما يقوله الصهاينة، لذا انكي صهيوني، لذا كلام انكي لايعتد به.

- زيد يدافع عن العمال، لكن الماركسيون هم من يدافعون عن اليهود، لذا زيد ماركسي
- انكي يقف مع العراقيين، ولكن القبليون من يفعلون ذلك، لذا انكي قبلي
- انكي ينقد الماركسية، الدينيون ينقدون الماركسية، لذا انكي ذو فكر ديني

استدراك


ليس معنى الكلام السابق هو ان كلام الخصم صحيح، فالخصم قد يكون مخطئ فعلاً، كل ما يعنيه هو ان الاسلوب الذي استخدم لنقض كلام الخصم غير سليم. مثال:


- القرآن يقول ان الارض مسطحة، لكن القرآن اساطير الاولين، لذا الارض ليست مسطحة


فمع ان النتيجة سليمة ولكن الطريقة التي تم الوصول بها الى النتيجة خطأ...تذكر دائما انه يمكن الوصول الى نتائج سليمة بطرق غير سليمة. فالارض تثبت انها غير مسطحة عبر الادلة التجريبية وليس عبر الشخصنة.


ايضاً، استنتاج ان شخص ما ذو صفة سيئة لايعد مغالطة شخصنة، مثلاً:


- زيد يقول: 1+1=45 لذا زيد غبي


الشخصنة تكون لما تستخدم صفة في زيد لتنقض كلامه، كأن تقول: زيد يقول: 1+1=2، لكن زيد غبي، لذا 1+1 لايساوي 2

0 تعليقات :

إرسال تعليق

Recommend on Google