لماذا يتهمنا الغرب بالإرهاب؟؟




هذا الموضوع جد خطير بقدر ما هو جد حساس و مهم بالنسبة للمسلم الذي يبحث عن الحقيقة المغيبة عنه حول دينه من طرف شيوخه المسلمين.

كثيراً ما سمعنا و مازلنا نسمع من طرف المسلمين أن الإسـلام دين السلام و المحبة و أن نبيهم أتـى رحمة للعالمين و سمعنا أيضا إستشهادهم بالآيات القرآنية :


" وإن جنحوا للسلم فاجنحوا لها "

و يقول أيضاً بعض المسلمين إن الجماعات الإرهابية يشوهون صورة الإسلام و يستغلونه لتحقيق أهذاف شخصية أو سياسية.

فالإسلام دين سلام وإتهامه بالإرهاب بناءاً على تصرفات مجموعة صغيرة تنتمي إليه ليس عدلاً على الإطلاق

و إنما الإسلام دين رحمة و لا يمكن أن يكون القتل والتدمير من الرحمة والسلام في شيء

هذا هي بعض الأقوال التي يعتقد المسلمين أنها تمثل الإسلام و أنها الصحيحة.

إذن لنناقش بكل موضوعية هذه المفاهيم و الأقوال و نعرف جميعاً مدى مصداقيتها و هل هي عين الصواب أم هي محض إفتراء و إدعاء ؟

دعـونا إذن نستعرض الأمور بأسلوب موضوعي و علمي لكي تتضح الصورة الحقيقية للقارئ الباحث عن الحـق.

السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلاً الإسلام دين سلام ؟

ولنأخذ هذه الحجج على محمل الجد ونرى هل الإسلام فعلاً ضحية مجموعة صغيرة من أتباعه فهموه فهماً خاطئاً. هل الإسلام ضحية إعلام مغرض يريد النيل منه في أي مناسبة ؟

أم هو في الحقيقة دين مبني على ثقافة القتل ، وأن دعوى السلام والرحمة ما هي إلا جهل بالدين أو كذب مقصود ؟

إرتبط الجهاد في مخيلتنا الإسلامية دائماً بالحرب على الكفّار دائما سواء دافعاً أو هجوماً.

وكم من مرة سمعنا بالدروس عن الغزوات مجيدة في التاريخ الإسلامي كغزوة بدر مثلاً. لكن اليوم خرجت بعض الأصوات خصوصاً في الغرب تقول إن الجهاد معناه جهاد النفس، الجهاد الداخلي، وقسّموا الجهاد إلى أنواع وقالوا بأن الجماعات الإسلامية المتشددة تستخدم مفهوماً خاطئاً عن الجهاد ، لذلك من الواجب إن نتوقف عند تعريف الجهاد.

الجهاد لغة :

هو التعب و المشقة و بذل الجهد الزائد على الطاقة المعتادة

شرعــاً :


أما الجهاد شرعاً فقد عرفه إبن عرفه بقوله : '' قتـال مسلم كافرا غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله...''

أي بدل هذا الجهد في قتال الكفّار لإعلاء كلمة الله تعالى.


وفي مسند أحمد ـ كتاب فضل الجهاد ـ سؤل محمد أي أفضل الجهاد ؟


2569 ( 21 ) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قالوا : يا رسول الله ، أي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه.

( 22 ) حدثنا وكيع قال نا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عمرو قال قال رجل : يا رسول الله ، أي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه .

وفي حديث آخر :

سُؤل محمد عن أي الهجرة أفضل ؟

قال: الجهاد. قال: وما الجهاد ؟ قال: أن تقاتل الكّفار إذا لقيتهم. قال: فأي الجهاد أفضل ؟ قال: من عُقِرَ جوادهُ وأهريق دمَهُ .


إذن بعد كل هذا يتضح لنا جلياً أن هذا هو تعريف الجهاد و ليس كما يدعي البعض أنه جهاد النفس الذي يطلقون عليه الجهاد الأكبر المأخوذ من من حديث يقول :

'' رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ''

وهو حديث وارد في سلسلة الضعيفة 5 ـ رقم الحديث : 2460 ـ الصفحة 478

نوع الحديث : مـنـكـر



نص الحديث :


{ رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر } . ( منكر ) ـ وورد بلفظ : قدمتم خير مقدم ، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر : مجاهدة العبد هواه .وسنده ضعيف . وقد استنكر ابن تيمية في مجموع الفتاوي تسميته بالجهاد الأصغر .لأن جهاد الكفار من أعظم الأعمال ، بل هو أعظم ما تطوع له الإنسان .

الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الخامس
وهو حديث سنده ضعيف و منكر
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
وهذا الحديث ضعفه البيهقي والعراقي والسيوطي والألباني


السؤال المهــم ما هو حكم الجهاد ؟


أولاً الجهاد واجب شرعاً في المذاهب الأربعة حسب قول القرآن :


'' كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون '' ( سورة البقرة ـ آية 216 )

وفي الحديث :

"من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق " ( رواه مسلم )


و هذا حديث جد جد خطير ربّما تسمعه لأول مرة هيا اقرأه وكرّره عدة مرات.


والجهاد نوعان :


جهاد الطلب أي طلب الكفار في بلادهم وهو عند الجمهور من المسلمين فرض كفاية بمعنى... إذا قام به البعض سقط عن الكل وأذا لم يقم به أي أحد أثم الجميع... وهناك جهاد الدفع ، أي دفع الكفار من بلاد المسلمين وهو فرض عين، أي واجب على كل شخص ويقع في حالات معينة... إذا ألتقى الصفان أي صف المسلمين وصف الكافرين للقتال فأنه يحرم على المسلمين الفرار في هذه الحالة...

ثانياً إذا أستنفر الامام قوماً لزمهم النفير معه ... أي إذا نادى الامام الناس الى الجهاد وجب إن يذهبوا الجهاد

ثالثاً إذا نزل الكفار ببلد مسلم... أيضاً وجب الجهاد

رابعاً إذا لإستنقاد أسارى المسلمين من أيدي الكفار

إذن عند وقوع إحداها يتعين الجهاد على هذه الأمة حتى تقوم الكفاية وإلا أثموا جميعاً...

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :


" وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع العدو الصاغر عن الحرمة والدين فواجب أجماعه والعدو الصاغر الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الايمان من دفره ولا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الأمكان "


وقال رحمه الله تعالى " أذا غزى العدو بلاد المسلمين فلا بد أنه يجب دفعه على الاقرب فالاقرب أذ بلاد المسلمين كلها بمنزلة البلدة الواحدة وأنه يجب النفير أليه بلا أذن والد ولا غريب"...

فالجهاد فرض عين إن توجد بالأمة صارفاً لهذه الأمور الأربعة التي يتعين الجهاد بها كما ذكرها أهل العلم.


أما آيات القتال و الجهاد فهي كثيرة و هي التي يستشهد بها كل أعضاء الجماعات الجهادية نستعرض منها بعض النماذج :



'' قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ( أي بالقتل ) ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين '' (سورة التوبة ـ آية 14 )
'' كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون'' ( سورة البقرة ـ آية 206 )
'' وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم '' ( سورة البقرة ـ آية 244 )
'' ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين '' ( سورة البقرة ـ آية 251 )
'' قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون '' ( سورة التوبة آية 29 )
'' فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ '' ( سورة التوبة ـ آية 5 )



'' ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز '' (سورة ـ آية 40 )
'' الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا '' ( سورة النساء ـ آية 76 )
'' وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير '' ( سورة الأنفال ـ آية 39 )
'' يا ايها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ''
( سورة الصف ـ آية 10 )

والأحاديث أيضاً كثيرة في هذا الإطار فكل كتب الحديث لها أبواب خاصة عن الجهاد والغزوات وكل الجماعات الإسلامية تستمد شرعية ما تقوم به من هذه الأحاديث مثلاً :

'' أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح ''
هذا في صحيح ابن حبان و قد صححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح السيرة النبوية ص 149
وقال عنه أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد : إسناده صحيح

والذبح في اللغة هو قطع العروق المعروفة في موضع الذبح من الحلق بالسكين.

'' واعلموا إن الجنة تحت ظلال السيوف '' ( صحيح البخاري و مسلم )




و هناك أحاديث أخرى :


'' جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم '' ( رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم )

'' من قاتل في سبيل اللَّه من رجل مسلم فواق ناقة [الفواق : ما بين الحلْبتين] وجبت له الجنة ... ''
رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح

و الرسول كان يتمنى منزلة الموت في سبيل الله

'' والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ''
قـال الرسول أيضاً : وأنا أمركم بخمس الهجرة والجهاد والجماعة والسمع والطاعة .

أما من السيرة النبوية فسنوات ما بعد الهجرة كلها جهاد وقد كان عدد غزوات محمد 27 غزوة و56 سرية قاتل بنفسه في 9 غزوات منهن... وكل ما يقوم به المجاهدون اليوم ماهو إلا تقليد محمد في هذه الغزوات فهم يقلدونه في كل شيء.

أولاً إن مسألة الذبح و الشرائط المسجلة المنتشرة على الأنترنيت تستوجب منا التفكير في هذه القضايا فيجب أن نفكر في عقلية هؤلاء الناس... كيف... ما هي منطلقات هؤلاء الناس ؟
سنجد أنهم يطبقون تعاليم الإسلام بكل حذافيره وشيوخ المسلمين و العلماء يهربون دائماً من هذه الحقيقة.
فهؤلاء ينطلقون من منطلقات شرعية موجودة في الشرع الإسلامي.


المشكلة ليست في إبن لادن و لا الزرقاوي و لا الظواهري إنما المشكلة في التعاليم الإسلامية التي تحث على القتل و الذبح لذا لا نستغرب من الجرائم الإرهابية التي ترتكبها الجماعات الجهادية في ذبح الصحافيين أو الرهائن و الأشخاص الأجانب الغير مسلمين أو الكفار على حد قولهم.



0 تعليقات :

إرسال تعليق

Recommend on Google