أنا و الصرصور

كان يتسلل بحذر شديد, خطواته مدروسة بعناية فلكل خطوة يخطوها اثر عميق.. احسست بنوع من القشعريرة تسري في جسدي , كنت كمن يستيقض من غيبوبة ويحاول ادراك ماحوله.. ضجيج مروحة السقف تأن فوق رأسي ونباح الكلاب الضالة, وحركات لم اعرف مصدرها..هذا ماتبينته وانا اجاهد لاكون على دراية..حتى عاد ورمى بخطواته المألمة على جسدي فأنتفظت ووضعت يدي فأحسسته يسري فيه غير آبه اني ملك لنفسي وانه في مكان لا يملك ان يكون فيه.. اطلقت بصرخة مدوية هزت الاركان ودوت وتكرر صداها من هنا وهناك.. !
لم اشعر بالامر كيف تم بالضبط فقد كنت غارق في رعبي الشديد.. كل ما اتذكره اني حاول ان انفضه بعيدا عني , حاولت سحقه بنعالي ولعلني اصبته..
القيت بظهري على الحائط فأحسست بجزيأته تتساقط كدقيق منخول.. ! كيف ومتى اصبح ركني خاويا متداعي !؟؟ رحت اتأمل المكان وكأني اراه للمرة الاولى , بدى غريبا عني وبدوت غريبا فيه.. ! صدوع عميقة لا اعرف متى ولا كيف اخذت مكانها فيه, وحفر سوداء مريبة ,اخاله اختار ان تكون ملجئه الى حين ان يكرر زحفه نحوي.. !
ليلة سوداء طويلة وبحيرات من عرق سال مني وانا انتظر متى يأتي الصباح وتشرق الشمس , فالصراصير لا تعيش في وضح النهار.

هناك تعليقان (2) :

Recommend on Google