لماذا صار بوزبال بوزبالا و لماذا انحرف الشباب؟

إن الشبـآب يعتبـر شمعة الأمل ، وكلنا يعرف ان الاسلام اعطى لهذه الفئة اهتماما كبيرا .
يوازي اهتمامه بالفئات الاخرى ، وحدد لهذه الفئة ' الشباب ' مبادئ ووضعية اجتماعية ودينية .
وتكمل هاته المبادئ في القيام بالفروض والواجبآت التي فرضهآ الله عز وجل ، بالاضافة الى المبادئ الاخرى
مبادئ فرضتهآ الاسرة وباقي افراد المجتمع .

إن الانحراف لما يبلغ قيمته وينتج ثمراته السيئة ، يبدأ المجتمع بالانهيآر لان هاته الفئة تعتبر وعائه
وبالانحراف يـفرغ هذا الوعاء !! ، لمآ يخرج كل شآب عن طريقـه هذا يعني انحرافه وسقوطه في الخطأ !
فتكون قفزته الاولى في متآهة مظلة حالكة ، لا يجد مخرجهآ الى بعد الارشاد والنصح ! أو بعد فرض اقصى العقوبآت
ضده حتى تختفي ما سببه لنفسه ولمجتمعه ولأفراد مجتمعه ، ولهذا تعتبر مشكلة الانحراف من اخطر المشكلات
التي تواجه المجتمعات خاصة العربية ، وكلنآ يعلم أن لكل ظاهرة أسبآبهآ وحلولهآ وتعليـق عليهآ !!
و من أوجه هذا الإنحراف نجد أمورا كثيرة سيتم رصد أهمها كما يلي :
الهدر المدرسي : طلب العلم , وتعلم الكتابة و القراءة أمر لابد من الأخذ به منذ الصغر , حتى يتسلح الشاب بالعلم الذي سيواجه به مصيره في هذه الحياة
يحدث أن يُفرض عليه تتبع شعبة معينة أو مسلك لا يحبه فيأخذ بالتراجع في مستواه الدراسي لينتهي به المطاف خارج جدران المؤسسة

التعليمية مهمشا و مشردا و معرضا لكل أشكال الإنحراف , و يبدأ المسلسل التراجيدي لـ شاب في مقتبل العمر خرج عن طريقه إلى طريق
الضلال.  ثم أن ما يراه هؤلاء الشباب الذي ما يزال في بداية طريق التعليم إخوانهم و أبناء حيهم و جيرانهم يتسكعون بدون عمل قار رغم
الشهادات والمستويات العليا التي بلغوها في تعليمهم , مما يربي فيهم سياسة الفشل و التشاؤم.. و يجعلهم يتهانون حتى في تحصيلهم للعلم.
رُفقة السوء :
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه , يحب المشاركة و العيش في جماعات , ولا يمكنه العيش وحيدا و إلا ستتحول الوحدة إلى مرض يؤرقه و
يعرضه لضغوطات كبيرة . إذن فلابد لأي شاب كيفما كان أن يكون له أصدقاء و رفقاء , غالبا ما يختارهم لوحده حسب معايير تتناسب و
عقليته المراهقة و هذا ما يجعله عرضة لأصدقاء السوء , يجعلون من كل حرام حلالا , ومن كل المعاصي مستحبات !! فينساق على هذا السياق
و يضيع و لا يرده من الضياع إلا حادث أو سجنٌ يربيه .

التعاطي للمخدرات :
المخدرات سم قاتل منشتر في العالم أجمع , ولم يجد لها حلٌ نهائي . فتعاطي الشباب للمخدرات سبب آخر من أسباب انحرافهم و ضلالهم عن
الطريق السوي , و تتعدد أسباب التعاطي , بين شخصٍ يريد إظهارو اثبات رجولته ، و بين آخر يسعى إلى الإنتشاء و الهروب من واقعه المر
إلى عالم يزيد من مرارة الواقع بعد العودة إليه !! يحالون حل مشاكلهم بمشكل أكبر و أشد تعقيدًا.

الوسط الأسري :
الأسرة وسط اجتماعي يؤثر في عقلية الشاب و يساهم في تشكيلها. و الوالدين ( الأم و الأب) أكثر الطرفين تأثيرا.قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ((كلُّ مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يُمجسانه)). و من أسباب الإنحراف هو سوء التفاهم و كثرة
النزاع داخل هذا الوسط الذي من المفروض أن يكون آمنا مليئا بالحب و الحنان و العطف ، فيخرج الشاب من مجال أسرته المليء بالتوتر إلى
الوسط الأكثر خطورة . وسطٍ مليء بالذئاب و هو حملٌ لا يعرف هذا إلا بعد أن ينضم إلى قطيع الذئاب أو تفترسه.

الإعلام :
للإعلام دورٌ كبير أكثر مما يمكن تصوره في التأثير على الشباب , سواء سلبيا أو إيجابيا , فقد أصبح أسرة وسط أسرة , إذ لا يمكننا إيجاد
منزل بدون تلفاز , أو إنترنيت ..فـ إقدام الشباب على مشاهدة أفلام الإثارة و أفلام الرعب و كذا الرومانسية , و البرامج الخليعة رهين
بحصول تغييرات على شخصيتهم و طريقة تعاملهم إذ يحاولون تقليد ما يرونه .. فتجرهم وسائل الإعلام الهدامة هذه من أرجلهم إلى بحر
الضلال و ما أكثر غريقيه ! و يبتعدون عن البرامج الدينية و الثقافية التي من شأنها تحسين مستواهم و ثقافتهم الدينية و الدنيوية .
و غيرها من الأسباب كثيرٌ ولا يمكن حصرهُ . و النتيجة هي انحلال أخلاق الشباب و تعاطيهم لما فيه سوء لهم و لمجتمعهم و أسرهم و دينهم .

لهذا على الجميع أن يقف وقفة رجل واحد , للقضاء على كل ما من شأنه تدمير شباب المستقبل , و القضاء على طموحه , وقتل روح الإجتهاد
و العمل الجيد الصالح ، و إدماج الشباب في المجتمع و تحسيسهم بمدى أهميتهم ، و أنهم رجال الغد و قواد الغد و آباء الغد و مواطنو الغد , و
أننا نتمنى فيهم كل الخير . و هذا لا يأتي بالكلام فـ حسب , بل على كل الجهات المسؤولة التدخل.
على الأسرة تربية أبنائهم و عدم إهمالهم و الحرص على مراقبتهم و اختيار الأصدقاء المناسبين . و عدم القيام بأي عمل أمام الأبناء من شأنه
زعزعة الشمل الأسري و الحفاظ عليه آمنا سالما مليئا بالحب و العطف.
على الدولة تحسين قطاع التعليم ، الإستماع للتلاميذ و توجيههم لاختيار الشعبة التي سيقديمون فيها أفضل ما لديهم ، و الحد من الهدر
المدرسي و كل تبعاته .
الإحساس بالمسؤولية بالنسبة لـ مسؤولي قطاع الإعلام , و احترام نزوات الشباب و عدم توسيع دائرتها من خلال الأفلام الخليعة , و التركيز
على ما من شأنه تحسيس الشباب و تنمية قدراتهم على التعامل مع الآخرين , و اغناء القنوات بالقصص التي تحمل عبرا خصوصا قصص
الأنبياء. و للوالدين دورٌ في تنظيم أوقات مشاهدة التلفاز و الجلوس على الإنترنيت و مراقبة ابنائهم و مسح القنوات التافهة..
على كل واحد أن يساهم بما يستطيع في إيصال شباب اليوم إلى يابسة رجال الغد في أفضل الحالات .

هناك تعليق واحد :

Recommend on Google