الرهاب الإجتماعي أو الزنقتوفوبيا

الرهاب الاجتماعي أو الفوبيا، حالة طبية مرضية مزعجة جدا تحدث في ما يقارب واحد من كل عشرة اشخاص، وتؤدي الى خوف شديد قد يشل الفرد احيانا ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس، حيث ان هذا الخوف اكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل او التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات بل ان الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر، كما ان علاقاتهم الشخصية ومسيرتهم التعليمية وحياتهم العملية معرضة جميعها للتأثر والتدهور الشديد، حيث تبدأ حالة الخوف اثناء المراهقة وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة، وقد تجر الى حالات أخرى كالاكتئاب والخوف من الاماكن العامة والواسعة. وحسب الدراسات فإن اسباب الخوف الاجتماعي ترتبط بعوامل وراثية وعائلية وعوامل تربوية وسلوكية ونفسية واخرى اجتماعية إلا ان له علاجا دوائيا فعالا وآخر نفسيا مثل العلاج السلوكي والمعرفي وتنمية المهارات. “الصحة والطب” استطلعت آراء عدد من الاخصائيين الذين تحدثوا عن اسباب الخوف الاجتماعي وانواعه واعراضه وسبل علاجه، اضافة الى طريقة التعامل مع المصابين بمثل هذا المرض.

نظريات الاضطراب الاجتماعي
يقول الدكتور علي الحرجان، اخصائي الطب النفسي ان معظم الناس يشعرون بالخجل في المناسبات الاجتماعية، أو اثناء إلقاء الكلمات أو مقابلات التوظيف او الالتقاء بشخص ما لأول مرة، أو التحدث بالهاتف امام الناس والاعراض مألوفة: خفقان القلب ورجفة اليدين أو الارتعاش إلا ان هذا النوع من القلق مؤقت بطبيعته، وحالما تنقضي المناسبة.
ولكن إذا كان القلق من المناسبات الاجتماعية حاداً جداً بحيث يمنع الفرد من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، فربما يكون الفرد يعاني من حالة القلق الاجتماعي، وهذا القلق هو خوف مفرط مرتبط وملازم بالمناسبات الاجتماعية أو المناسبات التي تتطلب أداء امام الغير ومثال على ذلك “كنت اتجنب الذهاب الى المدرسة خشية ان يطرح علي المدرس سؤالا، كنت مرتعبا من ان يحمر وجهي خجلا امام زملائي بالفصل، مجرد فكرة الذهاب الى عرس او حفل كانت تجعلني اتصبب عرقا... وبدأت اشعر بالوحدة والانعزال”.
“كان الخروج مع زملائي واصدقائي لتناول وجبة بمثابة عذاب مؤلم، كنت اخشى ألا عرف ماذا اقول، أو ان اتفوه بقول سخيف او غير لائق. لذلك تفاديت الذهاب الى المطاعم واختلقت اعذاراً كثيرة... وكرهت نفسي لهذا السبب”. يمكن لأعراض هذا القلق ان تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة. وهذا النوع من القلق قد ينتاب الرجال والنساء على السواء في اية مرحلة من حياتهم.
ويضيف: تصل نسبة الاشخاص الذين يخافون المناسبات الاجتماعية بشكل مفرط الى 10%. وهذه الحالة تؤثر سلباً في سير دراستهم، وربما تحطم مستقبلهم المهني وتسيء الى علاقاتهم الشخصية ولكن من حسن الحظ ان هذه الحالة قابلة للعلاج. فالعديد من الناس قد يشفون منها بمرور الوقت، وان كان هذا لا يتحقق بين يوم وليلة. بالعلاج السليم، يمكن السيطرة على هذا القلق للعيش حياة طبيعية.
ومن جملة الدلائل والأعراض لاضطراب القلق الاجتماعي هي:
الخوف المفرط من المواقف التي تتطلب لقاء اشخاص جدد او التي يتعرض فيها الفرد للانتقاد من قبل الغير. المواقف الاجتماعية المثيرة للرهبة تتم تأديتها بقلق بالغ او يتم تجنبها بالمرة.
المواقف الاجتماعية المثيرة للقلق تسبب اعراضا جسمانية مثل احمرار الوجه والعرق والرجفة والارتعاش والتوتر العضلي وارتجاف الصوت وجفاف الفم او تسارع ضربات القلب.

0 تعليقات :

إرسال تعليق

Recommend on Google