من يوميات كلب مغربي


اسمي ريكس. مالذي يضحككم؟ّ؟!!آه، اسمي. فعلا إنه إسم مضحك..إسم أجنبي وأنا مغربي.أنا محظوظ ، ولدت بكاريان قديم. فتحت عيني فوجدت نفسي وحيدا. كنت جروا، اليوم نضجت فأصبحت كلبا.في أيامي الأولى، ما إن أمر من أحد الأزقة حتى يتبعني كل الأولاد، فقد كنت ضعيفا جدا. كانت عظامي بارزة.. ومع مرور الأيام ازدادت حالتي سوءا فأخذ رأسي يأخذ شكل الجمجمة.بالأمس القريب ذهبت باكرا إلى مدخل إحدى الشركات حتى يتسنى لي إتمام نومي بعدما ضربني بعض التلاميذ المتجهين صوب المدرسة. أولاد اليوم لا يدرسون شيئا، كما أنهم ليسوا مؤدبين. مرة أخرى لم يدعني البنو آدميين أنام. أخذني رجل النظافة من قفاي فرماني وارتطم رأسي بالأرض. لم أحس بالألم، لكني أخذت أنبح وأعوي حتى أسترعي اهتمام الناس. اقترب مني عجوز، أخذ يداعبني، أعجبته، ربما ذكرته بطفولته. أخذني إلى بيته، عرفني إلى زوجته السمينة. اكتشفت أنهما أجنبيان، فقد سمياني ريكس.كان البيت بمتابة بيتي، أدخل أينما شئت. حتى غرفة النوم. رأيت صدر العجوز و هي عارية. كان به شيئان منتفخان. لا شك أن زوجها يضربها. لكن الشيئان بقيا دوما كبيران و متدليان. كنت أتساءل إن كان بهما عظام؟ اقتربت منها فقبلتني و ضمتني إلى صدرها الدافئ…كانت تقول جهرا لزوجها أني ملئت حياتها..لم أهتم إن كانت ملئت حياتي، فكل ما يهمني أن تملأ معدتي.مع مرور الأيام، بدأت تصرفات زوجها تتغير معي، فبدا لي أنه بدأ يغار مني. ذات صباح، وبدون سابق إنذار رماني إلى الشارع. هو الذي أدخلني بالأمس، وهاهو اليوم يطردني و يقرر التخلي عني. لقد خاف أن أسرق منه امرأته و أتزوجها.ليس سهلا أن أعود إلى حياتي السابقة، فأنا بالنسبة لكلاب الشوارع خائن سمح في حياة النضال و رضي ببيعها مقابل عيش رغيد.لا أعرف أين أذهب، لقد عدت إلى حياة البؤس بالشوارع. حياة المطاردات و النوم بعينين مفتوحتين. ولت أيام الحليب و اللحم و الإستحمام. لم أحتفظ من هذا البيت بأية ذكريات، غير إسمي الذي لا يناديني به أحد. 

هشام منصوري
srakzite@gmail.com
مدونة سراق الزيت
www.srakzite.c.la
.

0 تعليقات :

إرسال تعليق

Recommend on Google