بوزبال و الباكالوريا

http://i.ytimg.com/vi/6oga7I8mGMY/0.jpg

بقلم : بوزيد الغلى

  تمتم أحد الحُسارى –وقدر خرج من المركز يضرب كفيه  تارة ويعضّ أنامله من الغيظ  تارةأخرى : ليتني كُنْتُه ! ،نظر إليه البوّاب شزرا وقال : ومن تقصد ؟  ،تنهد قليلا وقال : بوزبّال وما أدراك ما بوزبّال !. صمت البوَّاب وقد تملكتهُ الحيرة واستبدّ به الفضول .ثم طفق يهمهم : بوزبال ! ,بئس الإسم !,من يكون هذا اللعين ؟ وما صنع حتى تمنى هذا المتحسِّر لو كان  مثله أو هو ؟ .دارت فكرة في رأسه ثم جرت على لسانه : ربما يكون اسم بوزبّال كناية عن "بونْقّال" ,فلا تلوك الألسن هذه الأيام إلا كلمات من قبيل : نقل وزيادة في النقل والبنزين ...ليعيش المسكين ..., وما بعد الزيادة إلا النقصان ,فاللهم احفظ أجورنا من النقصان في زمن حكومة بنكيران !,لهج بعضهم وقد مد نظر الى الميزان!.
   سمع أحد الناجين من غضب وغيظ بعض المراقبين همهمة البوَّاب فدلف إليه وقال : الزيادة شملت كل شئ ,وقد سمعنا لأول مرة في تاريخ الباكالوريا أوراقا ملغاة كما في الانتخابات ,وبسابق إعلام من عشاق الشفافية في الامتحانات ازدانت أعناق المراقبين بمولود جديد تدلى على صدورهم كالوسْم أو كالوِسام لئلا  يتشابهوا على الزائرين والمتفرسين من الأنام .
  همس البواب : آه أ لهذا لم أعُد أميز بين مراقب الامتحانات ومراقب الانتخابات ’كلاهما يأتي المركز من بابه وقد علق فوق عنقه شارة "بادج" ,بينما يدخل الشطّار من غير الباب فيأخذون الجمَل وما حمل، وينشرون كل شيء على الشبكة كما ينشر الغسيل ,والمراقبون في دار غفلون ! ,فلا عينٌ رأت ولا كبدُ توجعت ....كيف ؟ ،بقدرة قادر مارد شاطر , له أعوان يُظاهرونه ولا يظْهرون ,ويُخبرونه  بكل شاذة وفاذة قبل أن يرتد إليه طرفه ,فهل عرفتموه؟
 إنه "بوزبّال، وما أدراك ما بوزبّال "، راجْل "..تمتمت إحداهن  ثم استطردت  زميلتها : أجل! رجل أتى الامتحانات من حلّها وحرامها ,وافتضَّ عذريتها ولم يُبْق لها وجهاً مستورا ولا خِدرا مصونا   موفورا , ولمن تشكو مآسيها ؟ألِشركات الاتصال السَّمينة التي عرضت وباعت واستراحت ! ،ولسانها يلهج : التجارة شطارة !,والبيع جائز! ولم نشُق على صدور الزبناء حتى نُتّهم بالمشاركة في تشجيع الغش في الامتحانات والانتخابات !...أم تعلِّق المشكلة على مشجب عجز الإدارة عن حماية فضاء المؤسسات وأجوائها  وتوفير وسائل التشويش على الاتصالات أو فصم المؤسسات عن الشبكات وجعلها خارج التغطيات طيلة فترة الامتحانات ؟ ،أما  منع إحضار الهواتف بنص قاطع إلى القاعات , فلا يزيدُ المولعين بالغش إلا تعلقا به ,وأحب شئ إلى القلب ما مُنعَ .
  صاح أحد "الممْحونين" في قاعة امتحان في جنْب قصيٍّ من قرية نائية : هذه قضيةُُ، ولا "بوزبّال "لهَا !,لو استطعتُ إلى "بوزبال "وصولاً لَتوصلتُ إلى حل المشكلة! ,ولكن لا غالب الا الله!,ولا كاشف لغُمة الفيزياء والرياضيات إلا "بوزبال" , ذاك الرجل الذي زاد اللجنة جنونا ,فالتمستْ لها جُنّة  من النقد والتشنيع وابتكرت أوهى حل ٍّ لا يشفي الغليل : أوراق لاغية!  , ولْيَلغُ كل من شاء" بْلْغاه" ,والحرب سجال ! ، وقد قال بوزبال:" ألخّوت" استعدوا جيدا للحرب مع هذه المادة "ديال التسْطية" ، يقصد الفلسفة لا السفسطة ,ثم أردف متوعدا : الامتحان المقبل 2013 سيتم تسريبه قبل طبعه !,فكونوا في الموعد!.
                        حوقلتُ قليلا وقلت في نفسي: لو كان بوزبال رجلا لقتلناه!

0 تعليقات :

إرسال تعليق

Recommend on Google