المغالطات المنطقية:التخصيص Special Pleading

المغالطات المنطقية هي ما يصدر عن شخص أثناء تحاوره مع شخص آخر أو أكثر من شخص في سبيل اثبات وجهة نضره، وتكون غالبا منافية للمنطق أو الأدلة الموجودة.

التخصيص Special Pleading

في هذه المغالطة، يقوم المحتج بوضع قاعدة عامة ومن ثم يستثني منها شخصاً ما او شيئاً ما ويتناسى ان ما استثناه يخضع للقاعدة التي وضعها معطياً تبريراً لايكفي لذلك الاستثناء. فهذه المغالطة تشبه الكل بمكيالين، ونجد الكثير من المحامين يستخدمونها للدفاع عن موكليهم (ربما من هنا جاء الاسم الانجليزي Special Pleading: الالتماس الخاص).

الاستثناء السليم يكون هكذا:


القانون يفرض على من يخالف قوانين المرور ان يدفع غرامة، لكن انا التمس من المحكمة انلا تغرم موكلي لانه داخل ضمن المادة كذا وكذا والتي تستثني رجال الشرطة من دفع الغرامة علما ان موكلي شرطي.

لكن هذه مغالطة:

القانون يفرض على من يخالف قوانين المرور ان يدفع غرامة، لكن انا التمس من المحكمة انلا تغرم موكلي لانه لم يقصد المخالفة ويعد بعد تكرارها.

ليس هناك ما يبرر الاستثناء !

أمثلة

1-

كل قاتل لابد ان يحكم بالاعدام، لكن صدام حسين لايجب ان يعدم لانه رئيس العراق

المغالط هنا يضع قاعدة عامة ولكنه يعود ويستثني منها شخصاً تنطبق عليه القاعدة لان القاعدة تتحدث عن كل قاتل وهو منهم، لكنه يسثني لشيء لا علاقة له بما اثبته من قاعدة لانه رئيس العراق ! فلو كان الاستثناء سليم فان كل رئيس جمهورية يستطيع ان يفعل ما يشاء.

2-

زيد: الاسلام يحض على حسن معاملة الاسير
عمر: لكن محمد اعدم اسرى اليهود من بني قريظة
زيد: هذا لانهم كانو يريدون ان يبيدو المسلمين

زيد يصرح بحقيقة حول الاسلام، ولما يعترض عمر بما يخالف ما يصرح به زيد فان زيد يبرر الاستثناء علما ان القاعدة التي وضعها منطبقة على ما يريد ان يستثنيه.

3-

زيد: ماركس تنبأ بكل شيء حتى انه تنبأ بالازمة الاقتصادية التي حصلت في الثلاثينات
عمر: ولكن ماركس تنبأ بزيادة الاحتكار وانخفاض اجور العمال بينما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واجور العمال تتصاعد والاحتكار يقل.
زيد: هذا لان الرأسمالية تغيرت.

4-

زيد: كل شيء لابد ان يكون له سبب، الكون شيء، فالكون لابد له من سبب وهو الله
عمر: ولكن الله شيء، فما هو سببه؟
زيد: الله لاينطبق عليه هذا القانون لانه اله

زيد هنا يضع قاعدة عامة، ولما تواجه هذه القاعدة تحدي في انها تنطبق بنفس الصورة على ما لايريد ان تنطبق عليه فانه يستثني من القاعدة العامة التي وضعها...وطبعاً منطقيا، اذا صح الاسثناء فان هذا معناه انه ليس كل شيء لابد ان يكون له سبب...واذا كان الحال هذا فان "كليته الموجبة" قد انهارت وينهار معها الاستدلال. لانه قد يحتج بان الكون نفسه هو الاخر مستثنى من القاعدة لانه الكون.

5-

برهان الحدوث عند المتكلمين، هو مغالطة تخصيص بالاضافة الى مغالطات اخرى سنأتي اليها:

1- العالم متغير
2- كل متغير حادث
3- لذا العالم حادث
5- كل حادث لابد له من محدث
6- لذا لابد للعالم من محدث

التخصيص يتأتى من ان المتكلم يريد ان يجعل المحدث غير حادث. لكن: علة المتغير متغيرة. او قل: ان المتغير يكون محدثه متغير بتغير ما يحدث، فان ما يريد ان يجعله اولاً صار ينطبق عليه ما يثبته على العالم: اي انه متغير وحادث ومحتاج محدث وهكذا. 

0 تعليقات :

إرسال تعليق

Recommend on Google